آمنت مأمن أن الحياة بكل أفراحها وأحزانها هي رحلة هدفها الأساسي هو أن يكتشف كل منا هويته الحقيقية، وهذا هو تعريفها الشخصي للغاية من وجودنا على الأرض. وتعتقد مأمن أن المجتمع الذي نشأت فيه يقوم على معايير وقيم متوارثة تضع ضغوطا على أفراده لأن هذا المجتمع يطالب الجميع بالانصياع لما يتوقعه منهم المجتمع، ولا يضع في الاعتبار الهوية الحقيقة لهم، أو من هم بحق. لقد رفضت مأمن منذ طفولتها هذه التركيبة البشرية التي تُفرض بقوة بسبب الضغط المجتمعي. ذلك لأنها تؤمن بأن هناك عنصرا أعمق وأرقى وأبسط هو الذي يحدد من نحن بحق؛ إنها طبيعتنا الحقيقية التي خلقنا بها الله، والتي لها التأثير الأكبر على الطرق التي نفكر بها، وما نؤمن به، وما نفعله، فالعوامل الخارجية ليست هي العنصر الوحيد الذي يؤثر على كياننا.
وبينما تبحث مأمن داخلها عن تلك البذرة التي زرعها الله داخلها، كما زرعها في كل إنسان، أرادت أن تشارك تجربتها مع آخرين من خلال تصميم برنامجها الرائد في التنمية الذاتية للأطفال “الأخلاق من خلال الفن”. أرادت مأمن أن تساعد الأطفال الصغار أن يجد كل واحد منهم طريقه الخاص لاكتشاف هويته أو هويتها الحقيقية، وأن ينشؤوا على الإيمان بأننا نكمل بعضنا البعض حينما نكتشف ونعيش بوجودنا الحقيقي، ونتعرف على رسالتنا على هذا الكوكب.
كفنانة هاوية لها العديد من اللوحات، وجدت مأمن في الرسم أداة رائعة للتعبير عن نفسها الحقيقية بحرية. ولهذا فقد جعلت من فن الرسم والتلوين أداة للأطفال لاكتشاف أنفسهم والتعبير عمن هم بحق. ولأن الدراسات الاجتماعية والتربوية وجدت أن ٧٥٪ من شخصية الفرد تتكون خلال السبع سنوات الأولى من حياته، كانت مأمن ترشد الأطفال في عملية التواصل مع طبيعتهم النقية التي تسكن فيها كل القيم العليا. فقد جعلت من برنامجها “الأخلاق من خلال الفن” فرصة لتعليم الأطفال كيف يحتفظون بطبيعتهم النقية ويعبرون عن أنفسهم الحقيقية، وأيضا يحمون أنفسهم من العوامل الخارجية التي قد تغطي على سمات أنفسهم الحقيقية. لقد آمنت مأمن أيضا أنها ستتعلم من تلك الأرواح البريئة والتلقائية بقدر ما يتعلمون هم منها، وربما أكثر.